تقاريرسلايد

الشهيد القسامي عبد الفتاح خروشة.. متعهد الثأر والنصر

نابلس–خدمة حرية نيوز

بين جنين ومخيمات نابلس، زف الشهيد القسامي عبد الفتاح خروشة 49 عاماً على أكتاف الشباب الثائر، وفي كل قلب كل منهم فخر ببطولته، وبركان غضب على جرائم الاحتلال.

 

بين يدي زوجته وعائلته سجي جثمانه في منزل عائلته بمخيم عسكر بنابلس، ولا تجد في ألسنتهم إلا كلمات الحمد والتكبير وفي عيونهم العزة والإباء.

 

تقول زوجته أم خالد، إن آخر اتصال كان بينهما قبل عشرة أيام، حينما خرج لصلاة الظهر باحثاً عن عمل، دون أن يعرفوا أن وجهته هي عملية الثأر المقدس لشهداء نابلس.

 

أفرج عن القسامي أبو خالد خروشة قبل شهرين ونصف فقط، حيث أمضى في سجون الاحتلال ثلاثة أعوام ونصف، من بين أكثر من تسعة أعوام في الأسر.

 

ولم تغفل عنه أيضاً أيادي التنسيق الأمني مع الاحتلال، فقد اعتقل لدى أجهزة السلطة على خلفية انتماءه السياسي ونشاطه المقاوم.

 

يعرف الشهيد خروشة باسم “أبو خالد” والذي أطلقه على نفسه تيمنًا بـالقائد، “محمد الضيف”.

 

والشهيد عبد الفتاح، شقيق الشهيد سميح خروشة الذي ارتقى خلال انتفاضة 1987، ولديه 3 أبناء (خالد، ومحمد، وقسام)، اعتقلهم الاحتلال بالتزامن مع عملية اغتياله في جنين.

 

الثأر المقدس

مجموعات عرين الأسود وفي بيان لها، أكدت أن الشهيد المجاهد عبد الفتاح خروشة، منفذ ثاني عملية من عمليات سلسلة الثأر لشهداء نابلس.

 

وأضافت أنه مهندس ومتعهد الثأر والنصر، الذي ترجل  بالمكان الذي يليق به في جنين الثورة ومخيمها مصَدِّر الشهداء مُصَدِّر  المقاومين صاحب العلامة المسجلة الاشتباك حتى الشهادة أو النصر.

 

رفاق الأسر

يقول رفاقه في الأسر، إن عبد الفتاح اعتقل مؤخراً بعد اتهامه بتشكيل خلية عسكرية، والتخطيط لتنفيذ عملية مع ابنه، وكان في داخله بركان يغلي غضباً على المحتل.

 

وعرف عنه محبته لرفاقه الأسرى، وسعيه الدائم لخدمتهم بالإضافة لاهتمامه الكبير بالرياضة وهذا يظهر على جسمه رغم تقدمه بالسن.

 

ويضيف رفاق أسره: “أبو خالد خروشة، مُصيب الهدف ذلك الرجل الهادئ، الرياضي النشيط، لم يعرفه أحد فني الأسر إلا وأحبه، كنا نرى فيه روح الشباب والغيور على دينه ووطنه صاحب الهمة العالية والإرادة الحديدة”.

 

عملية حوارة

ونفذ القسامي عبد الفتاح خروشة يوم الأحد 26 فبراير الماضي، عملية في بلدة حوارة جنوب نابلس قتل خلالها مستوطنين أحدهما جندي في جيش الاحتلال.

 

ونفذت العملية في المنطقة الأكثر حساسية والأخطر أمنيا جنوب مدينة نابلس، وتزامنت مع قمة العقبة، وبعد 5 أيام من ارتكاب جيش الاحتلال الإسرائيلي “مجزرة نابلس”.

 

وأطلق القسامي خروشة 12 رصاصة من عيار “9 مليمترات”، على المستوطنين من مسافة صفر، قبل أن ينسحب سيرا على الأقدام.

 

ارتقى خروشة مساء اليوم الثلاثاء خلال الاشتباكات في جنين أصيب جنديان من وحدة اليمام الخاصة في جيش الاحتلال بجراح، فيما استشهد إلى جانبه خمسة شبان وأصيب 10 آخرين خلال تصديهم لاقتحام قوات الاحتلال لجنين.

 

التفاصيل ذاتها

قالت بنان جمال أبو الهيجا، ابنة الأسير القسامي جمال أبو الهيجا وشقيقة الشهيد حمزة، إن شهر آذار رحل فيه الأبطال وامتزجت دمائهم ورووا  فيه الأرض، اليوم كما الأمس امتزجت دماء الابطال  وغادرونا  إلى الجنان.

 

وأضافت أبو الهيجا إن عبد الفتاح وحمزة المنزل والتفاصيل ذاتها، حيث أن المنزل الذي استشهد فيه المطارد القسامي عبد الفتاح خروشة في جنين اليوم، هو ذاته الذي استشهد فيه القسامي حمزة أبو الهيجاء عام 2014.

 

وأوضحت أبو الهيجا أن الاحتلال حاصر حمزة حينها ورفض تسليم نفسه واستشهد مشتبكا، مثلما فعل خروشة اليوم، وانتفض المخيم كما انتفض في 2014.

 

وباستشهاد المواطنين الستة، يرتفع عدد الشهداء الذين ارتقَوا منذ بداية العام الجاري برصاص جيش الاحتلال والمستوطنين إلى 74 شهيدا، بينهم 4 برصاص المستوطنين، و14 طفلا، وأربعة مسنين، وأسير في معتقلات الاحتلال

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى